ضوابط تعلم القرآن الكريم وتعليمه


ملخص البحث

يتناول البحث موضوع الضوابط الخلقية والعلمية والعملية لتعلم القرآن الكريم وتعليمه، باعتبارها الركائز الرئيسة في نجاح هذه العملية.

حيث تضمن إيضاح قيمة حفظ القرآن الكريم وتحفيظه التي وجه إليها النبي صلى الله عليه وسلم في أكثر من حديث نبوي؛ كما ذكر أهمية حفظ القرآن الكريم كاملا؛ لينتقل بعد ذلك إلى بيان ما قصد إليه من توضيح أهم الضوابط المكونة للمنظومة التعليمية المتكاملة في حلقات المدارسات القرآنية.

واستهل الباحث عرضه للقضايا المكونة للبحث بذكر أهم الضوابط، وأصلها الرصين المتمثل في الضوابط الأخلاقية التي تعد بحق أهم ما ينبغي على المعلم والمتعلم تحصيله، والتخلق به؛ ليكون في معية الله تعالى.

وتناول الباحث في بيانه لهذه الضوابط ما يتعلق بالأمور القلبية، وما يتصل بالأمور الحسية، سواء ما كان منها مختصا بالشخص ذاته، أو متعلقا بتعامله مع الطرف الآخر، أو مرتبطا بالبعد المجتمعي العرفي المنضبط بالشرع.

بعد الفراغ من بيان هذه الضوابط، انتقل الباحث إلى بيان الضوابط العلمية التي تعد العنصر الرئيس في بيان إمكانية المعلم على تعليم القرآن الكريم، إذ لا يتأتى له تعليم غيره إن كان فاقدا لهذه الضوابط، مثل الحفظ المتقن، والأداء الحسن، والإلمام بأحكام التلاوة، وغيرها من الضوابط المذكورة في البحث.

ومن تحلى بجملة وافرة من الأخلاق، واكتسب كمّا واسعا من المعارف والمعلومات التخصصية، والتربوية، والفكرية، الرصينة الأصيلة المنضبطة، تحققت له الأهلية ليجلس مع الطلبة معلمًا لهم ومحفظًا، ومربيًا وموجهًا، وهذا ما تم توظيف المطلب الثالث من أجله، حيث اشتمل على بيان أهم الضوابط العملية في جلسات التعليم القرآني، موضحا أنها تعد المتكأ الرئيس في نجاح جلسات المدارسة والتلقي للقرآن الكريم، وأن تحقيقها واقعا مشاهدا موكول بعنصري عملية التعليم القرآني.

وجاء تناول هذه القضايا بعرضها في نقاط مفصولة عن بعضها، معضدة بالأدلة من القرآن الكريم، أو السنة النبوية، أو أقوال السلف الصالح، أو تطبيقاتهم وسيرهم.