أدت محاولات تطوير التدريس في الوسط الجامعي الى ميل متزايد للاستفادة من (بيداغوجيا التعليم العالي الغربي) بما أصبحت معه عدد من الجامعات العربية تضاهي عددا من مثيلاتها الغربية ليس فقط في مجال انشاء مركبات أو مدن جامعية…بل حتى في طرق وضع مساقات التدريس وصياغة المخرجات التعليمية المستهدفة وطرق تقويمها ضمانا للجودة.
وخلال العقدين الأخيرين تزايد الانبهار بتلك البيداغوجيا وظهرت محاولات متفرقة لاقتباس تجربتها في مجال دراسة(الدين) لتنزيلها ضمن مساقات الدراسات الاسلامية التي منها القرآن وذلك دون مراعاة الاطار المفاهيمي – الفلسفي للدراسات القرآنية بالغرب, إذ الدراسات القرآنية في التصور الاسلامي تعتبر أولا عبادة من العبادات، ومن ثم يجب أن يتم تقويم مخرجاتها التعليمية- من جهة الأداء الفعلي المتوقع والمطلوب من الطالب بعد انتهاء دراسته- من جهتين:
والأنموذج الغربي في الدراسات القرآنية لا يحقق ما تقدم؛ لأسباب كثيرة يهمنا منها هنا اثنان:
ثم إن استنساخ الأنموذج الغربي في مساقات تدريس القرآن لم يقتصر على ما تقدم، بل استنسخت معه أيضًا المساقات الموازية, كتدريس اللغات القديمة مثل اللاتينية وتدريس الأديان…، ثم لأجل إيجاد جسور مع هذا الأنموذج أثقل الطالب بمساقات أخرى في اللغات الأجنبية المختلفة تدرس له بطرق لا تحصل من ورائها فائدة.
والتجربتان اللتان عرض لهما هذا البحث متفاوتتان في الاقتباس من التجربة الغربية؛ لاعتبارين رئيسين: