المقررات التعليمية مكون أساس من مكونات البيئة التعليمية، وهي في الجملة تصدر عن رؤية مرتبطة بالعلم، ومحكومة بمحددات بيداغوجية توجه عملية “تعليم” هذا العلم.
والبحث محاولة لعرض أهم الشروط العلمية والمقتضيات التعليمية التي يجب مراعاتها في بناء مقررات التفسير وعلوم القرآن، مع الإشارة إلى ما يتطلبه ذلك من الموازنة بين تلك الشروط والمقتضيات.
أما الشروط العلمية فتتمثل أساسا في: الاستيعاب الدقيق والصحيح لموضوعات العلم/ أو التخصص وقضاياه ومناهجه ووظائفه، ثم الانتقاء الجيد للمناسب من هذه المضامين والقضايا للدراسة، وتصنيفها وترتيبها.
وأما المقتضيات التعليمية /أو البيداغوجية فأهمها:
وقد تبين أن بناء مقررات التفسير وعلوم القرآن وفق رؤية تزاوج بين الشروط العلمية التي يمليها التخصص، وبين المقتضيات التعليمية التي يفرضها النظام التعليمي المعاصر، تتطلب تكوين المكونين والمدرسين وواضعي المقررات وتأهيلهم للقيام بهذه المهمة، في أفق إحداث مسارات لتكوين أساتذة التعليم العالي، كتلك التي تختص بتكوين أساتذة التعليم الإعدادي والثانوي.