في يوم الثلاثاء ١٢ – ٥ – ١٤٣٦ وهو اليوم الثالث من أيام المؤتمر الدولي الثاني لتطوير الدراسات القرآنية المنعقد تحت عنوان: البيئة التعليمية للدراسات القرآنية – الواقع وآفاق التطوير، عقدت جلستان:
الجلسة الرابعة في المحور الثالث: البرامج التعليمية غير الأكاديمية للدراسات القرآنية
ترأسها الدكتور/ صالح صواب، وأوضح في تقديمه أن اللجنة المنظمة للمؤتمر أجادت وأحسنت في وضع محاور دقيقة وشاملة، وأن المؤتمر لم يكن لينجح لولا توفيق الله تعالى، ثم جهود المخلصين وعلى رأسهم الأستاذ الدكتور/ عبد الرحمن الشهري وفقه الله.
وعرضت في الجلسة الأبحاث الآتية:
١. تعليمية المؤسسة القرآنية – التكوين والتقويم والإشراف، للدكتور/ إدريس الجابري
لاحظ الدكتور أهمالا كبيرا لجانب التدريس في المؤسسات القرآنية، وعرف مصطلحات بحثه الثلاثة (التربية، والبيداغوجيا، والديداكتيك)، وذكر أن بينها عموما وخصوصا في المفهوم، وعدد أبعاد البحث التعليمي للمؤسسات القرآنية، وهي البعد المعرفي، والبعد التربوي، والبعد النفسي، وتطرق إلى التخطيط التعليمي الذي ينضوي تحته: التخطيط الخارجي، والتخطيط المدرسي، والتخطيط المباشر، وبين أن الانشغال التعليمي للمدرس يتجلى في: اختيار الوضعيات التعليمية، واختيار الوسائل التعليمية، والتنسيق والمشاركة، والتقويم. وختم بالحديث عن ضرورة العناية بالتكوين التربوي للمشرفين على حلقات القرآن الكريم، وتفعيل وسائل المتابعة الإشرافية.
٢. الكتاتيب نشأتها وأنماطها وأثرها في تعلم وتعليم القرآن الكريم، الكتاتيب في مصر أنموذجا، للدكتور/ مبروك رمضان.
ذكر الدكتور أن الكتاتيب القرآنية كانت ولا تزال من الذكريات الجميلة والمميزة في وجدان كثيرين، وتخرج في جنباتها كثير من الأجيال تبوأوا المكانة العالية في قيادة مجتمعاتهم، وأنها تمتاز عن سائر المؤسسات التعليمية عير الأكاديمية بعدة مميزات، منها أنها كانت وما زالت أداة تعليمية رئيسة في في انتقال العلم الديني جيلا بعد جيل، وذكر أن الكتاتيب القرآنية انتشرت في مصر على نطاق واسع، وإن عرفت بعض الانحصار في بعض العصور، كالفترة العثمانية، إلا أنها سرعان ما عادت إلى إشعاعها، وبين الدكتور أن أساليب وطرق التدريس في الكتاتيب تثير العجب العجاب، ولا زال الباحثون ينهلون منها ويأخذون بها إلى عصرنا الحاضر، ثم عدد وسائل النهوض بالكتاتيب القرآنية، وذكر منها العناية بالركيزة الأساسية وهي المعلم.
٣. آليات ومناهج التعليم القرآني بالكتاتيب المغربية ودورها في إثراء الحركة العلمية، للدكتور/ عبد الكريم بناني.
أوضح الدكتور أن المغاربة – كغيرهم – اعتنوا بالكتاتيب القرآنية، واجتهدوا في في ابتكار مناهج وأساليب تخدم العملية التعليمية فيها، وذكر أن الكتاب القرآني يعبر عنه في بلاد المغرب بعدة مصطلحات، كالجامع، والمسيد، والمحضرة، وغيرها. وبين أن عدد الكتاتيب القرآنية وصل في المغرب أكثر من ستة عشرا ألفا تتوزع بين القرى والمدن، وذلك وفق آخر إحصائية أنجزتها الجهات المختصة. وعرج على أهم الوسائل المستخدمة في الكتاتيب، ومنها: اللوح والقلم والدواة والصمغ والصلصال وغيرها. وذكر أن ثمت أنشطة موازية للتحفيظ في الكتاب، ومنها: قراءة الحزب الراتب، وأداء الصلاة في جماعة، وتقدم التلاميذ صفوف المصلين في الاستسقاء، وما إلى ذلك.
٤. منظومة التعليم القرآني في الجزائر – الواقع، والتحديات، وآليات التفعيل، للأستاذ الدكتور/ علي أجقو، والدكتورة/ وفاء دريد.
نبه الدكتور إلى أن الاستعمار الفرنسي اعتقد بعد جثومه على صدور الجزائريين قرنا من الزمان أنه استطاع أن يفصل بينهم وبين هويتهم الإسلامية، وأقام الفرنسيون احتفالا كبيرة بمناسبة المائوية تحت شعار: نهاية الجزائر الإسلامية وبداية الجزائر المسيحية اللاتينية. إلا أن العلماء تصدوا لهذا المخطط، وقاموا بتأسيس مداوس قرآنية منظمة كان لها الأثر الكبير في تغيير أفكار الجزائريين والرجوع بهم إلى الحاضنة الإسلامية العربية، وهكذا تنامت العناية بالمدارس القرآنية بعد الاستقلال، وأنشأت وزارة الشؤون الدينية هيئة تشرف عليها وتنظم مسارها، حتى غدت تمنح خريجيها دبلومًا علميًا معتمدًا.
٥. نمط الدراسات القرآنية غير الأكاديمية في نيجيريا – التحديات وسبل النهوض، للدكتور/ تيجاني رابع.
تحدث الدكتور عن دخول القرآن الكريم إلى القطر النيجيري، وأنواع المدارس القرآنية به، ومنهج التدريس في تلك المدارس، وسبل النهوض بها ومستقبلها. ودعا الباحثين إلى الكتابة حول تاريخ الكتاتيب القرآنية في نيجيريا، وبذل الجهود في النهوض بها لما لها من أهمية كبيرة.
وجاء دور مداخلات الحضور، وأهم المداخلين:
أ.د. عبد الرحمن الشهري الذي أوضح أن الأوراق التي قدمت في هذه الجلسة دلت على أن التطوير لا يعني بالضرورة الإتيان بشيء جديد، بل يكون أيضا بالرجوع إلى الماضي المشرق واستلهام تجاربه الرائعة، وطلب من الباحثين أن يتقدموا إلى مركز تفسير بخطة متكاملة عن كتاب نموذجي يعمل المركز على تطبيقها وبلورتها.
د. هاشم الأهدل، وتمنى التركيز على الجوانب المهمة في الكتاتيب، وعلى رأسه تطوير المعلم بتمكينه من دورات تكوينة.
د. أبو بكر البخيت، واقترح العناية بالمجالات الأخرى من التعليم غير النظامي، ومنها حلقات تحفيظ المتون العلمية في فروع العلوم القرآنية.
أ.د. سليمان الدقور، وتمنى أن يكون هناك متسع من الوقت لتقديم تجربة في العناية بالكتاتيب القرآنية وتطويرها بما يتلاءة وظروف العصر الحاضر.
أ. د. عبد الفتاح خضر، وبين أن الكتاتيب القرآنية مصنع يمد مؤسسة الأزهر بالسادة العلماء، وكانت وما زالت وقود الحركة العلمية المتميزة في الأزهر. وتمنى أن يسمح حديثا عن الكتاب بين الأمس واليوم؛ قال: لأننا نريد أن نقف على آلية مثالية للأخذ بأيدي أبنائنا الذين ليسوا من جيلنا.
د. حامد الفريح، ونبه على أنه لا تعارض بين التجديد والمحافظة على الأصالة، وأن هناك مرحلة بعد الكتاب ينبغي العناية بها، وهي مرحلة تدبر القرآن الكريم وتفهمه والعمل به.
د. فوزية سعيد، وذكرت أنه توجد تقبيقات ذكية للقاعدة النورانية يمكن للمهتمين أن يستفيدوا منها في تطوير الكتاتيب القرآنية.
د. محمد شعيب، وتحدث عن برامج الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم، وكيف أسهمت في تطوير تدريس القرآن العظيم في مختلف أنحاء العالم.
ش. سراج أبو بكر، وتمنى أن يكون الدكتور بناني قد اصطحب معه للوسائل المستخدمة في الكتاتيب القرآنية بالمغرب، أو على الأقل عرض صور لها على شاشة العرض.