الجزيرة – وهيب الوهيبي:

ينظم كرسي القرآن الكريم وعلومه بجامعة الملك سعود ومركز تفسير للدراسات القرآنية المؤتمر الدولي الثاني لتطوير الدراسات القرآنية، تحت عنوان: «البيئة التعليمية للدراسات القرآنية.. الواقع وآفاق التطوير»، بمشاركة علمية واسعة من مختلف دول العالم، في الفترة ما بين 10-13-5-1436هـ وذلك في جامعة الملك سعود بالرياض.

وأوضح رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر والمشرف على الكرسي الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن معاضة الشهري أن المؤتمر يأتي امتدادًا لمسيرة تطوير الدراسات القرآنية, ولبنة تضاف إلى لبنات سابقة في بناء التطوير المنشود الذي بدئ بالمؤتمر الدولي الأول لتطوير الدراسات القرآنية، المنعقد في جامعة الملك سعود من 6-10-4-1434هـ وكان تمهيدًا وارتيادًا لآفاق التطوير ومعالمه، شاملاً لمحاور التطوير المختلفة للدراسات القرآنية، بينما تم تخصيص هذا المؤتمر الدولي الثاني لدراسة تطوير المحور التعليمي للدراسات القرآنية من جميع النواحي، تقديرًا للدور العظيم الذي تضطلع به المؤسسات التعليمية القرآنية، وحرصًا على مراجعة الجهود العظيمة المتتابعة التي بذلتها الأمة في تعليم القرآن الكريم وتدريس علومه منذ نزوله حتى اليوم، والبناء عليها، وتطويرها، وتقويمها، والاستفادة من الخبرات والتجارب والتقنيات المعاصرة في نظم التعليم وأساليبه ووسائله لتحقيق أفضل النتائج، بما يستحقه كتاب الله عزّ وجلّ وعلومه من العناية والرعاية.

وأضاف الشهري أن المرجو من المؤتمر أن يحقق أهدافه التي وضعت له، فيكون مشاركة حقيقية في تطوير البيئة التعليمية للدراسات القرآنية، تقدِّم حلولاً مبتكرة وأفكارًا مثمرة حول أولويات التطوير في هذا القطاع التعليمي المهم، وتسهم في تأهيل الدارسين ليكونوا روادًا للإبداع في تخصصهم وفق منهجية علمية أصيلة، وتساعد على تقديم تجارب متميزة في مجال تعليم القرآن وعلومه للأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة، والاستفادة من وسائل التقنية الحديثة وأبواب الإعلام المختلفة لخدمة هذه الغايات الجليلة.

كما تأمل اللجنة المنظمة للمؤتمر أن يقدِّم المؤتمر – من خلال أوراقه وحلقات نقاشه التي يضمها سجل بحوثه هذا – برامج تعليمية أكاديمية معتمدة عالميًّا للدراسات القرآنية وفق أعلى معايير الجودة، وسبل تحقيق ذلك والوصول إليه، كما يقدِّم برامج متميزة وخبرات نوعية في مجال التعليم غير الأكاديمي من مختلف دول العالم الإسلامي، وأن يكون خطوة إيجابية لتطوير جوانب التنسيق والتكامل بين المؤسسات العاملة في تعليم الدراسات القرآنية، وفرصة لالتقاء الباحثين والخبراء حول العالم المعنيين بهذا المجال التعليمي، لتبادل الخبرات والآراء والمؤلفات والبحوث، وأن نرى من ثمراته دراسات علمية لواقع البيئة التعليمية للدراسات القرآنية، واستشراف مستقبلها، نتبين من خلالها مواطن القوة فنزيدها، ومواضع الضعف فنعالجها، ونتعرف بواسطتها على الفرص الاستثمارية الممكنة وآليات تسويقها في مجال تعليم الدراسات القرآنية، وأفضل السبل لتمويل مشاريعها.

ووفقاً للدكتور الشهري فإن المؤتمر قد حظي بمشاركة فاعلة من عدد كبير من الباحثين من مختلف دول العالم، ممن يحمل هم التطوير، ويسعى للنهوض بتعليم الدراسات القرآنية والارتقاء بها نحو الأفضل، وأسفر تحكيم البحوث المقدمة للمؤتمر عن قبول (53) بحثًا، موزعة على محاور المؤتمر:

المحور الأول: الاعتماد الأكاديمي ومعايير الجودة للمؤسسات القرآنية.

المحور الثاني: البرامج التعليمية الأكاديمية للدراسات القرآنية.

المحور الثالث: البرامج التعليمية غير الأكاديمية للدراسات القرآنية.

المحور الرابع: تعليم الأطفال القرآن الكريم وعلومه.

المحور الخامس: تعليم الدراسات القرآنية بغير اللغة العربية.

المحور السادس: تمويل المشروعات التعليمية للدراسات القرآنية.

المحور السابع: تعليم الدراسات القرآنية لذوي الاحتياجات الخاصة.

المحور الثامن: استثمار وسائل التقنية في تعليم الدراسات القرآنية.

وأوضح الدكتور الشهري أن هناك فعاليات مختلفة مصاحبة للمؤتمر تتضمن حلقات نقاشية متخصصة، ودورات تدريبية متميزة، ومعرضاً للمؤسسات والمراكز القرآنية لطرح مشروعاتها والتعريف بأنشطتها، ومن المقرر أن يشارك في المؤتمر جامعات القرآن الكريم وكلياته وأقسامه في الجامعات، ومراكز البحوث والدراسات والجمعيات العلمية المتخصصة أو المهتمة بالقرآن الكريم وعلومه، والمؤسسات والمنظمات الدولية ذات الصلة بموضوع المؤتمر، بالإضافة إلى الباحثين المتخصصين والمهتمين لافتاً أن اللجنة المنظمة للمؤتمر تطمح أن ترى ثمار هذا المؤتمر واقعاً يشرح صدور الباحثين المحبين لنجاح مشروعات القرآن الكريم وعلومه، وأن يكون هذا النجاح إضافة في سجل خدمة بلادنا الكريمة ووطننا العزيز للقرآن الكريم في كافة جوانبه، والذي يعد فخراً تحرص عليه قيادة هذا الوطن منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.