تَحْفِيظُ القُرْآنِ وَدِرَاسَةُ عُلُومِهِ في ضوء الرؤية الشرعية والمنهجية


ملخص البحث

لا شك في أن كتاب الله تعالى فضله عظيم، وخيره عميم، ونهجه قويم، وقد أدرك سلفنا الصالح فضله ومكانته في الدنيا والآخرة، فعكفوا عليه تلاوة وحفظًا ومدارسةً وتعلمًا، وتعليمًا وإقراءً، وتفسيرًا وتبيينًا، وبذلوا في ذلك أقصى جهدهم، فسعدوا في الدنيا والآخرة، واستفادت الأمة من بعدهم بجهودهم التي أخرجوها من الصدور ودونوها في السطور.

وعبر تاريخ الأمة الإسلامية  توجد صفحات ناصعة من جهود السابقين في مجال تحفيظ القرآن وتعليمه للناشئة في جميع أعمارهم، حيث زخرت الأمصار الإسلامية بالكتاتيب ومراكز تحفيظ القرآن في المساجد وغيرها، وتعددت مناهج المحفظين وأساليبهم، وتربى على أيديهم أجيال من العمالقة من العلماء.

وفي العصر الحاضر سعى المخلصون في البلاد المختلفة سعيا حثيثًا لخدمة كتاب الله عز وجل، فأنشأوا  الكراسي المتخصصة في القرآن وعلومه، ونشروا مدارس تحفيظ القرآن الكريم ومراكزه في شتى ربوع الأقطار الإسلامية، لينهل من معينها الأطفال من الذكور والإناث، ونشأت طرق عديدة لتحفيظ القرآن الكريم، وتعد المملكة العربية السعودية رائدة في هذا المجال حيث نزل القرآن الكريم على أرضها في ربوع مكة المكرمة، والمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم.

وهذا البحث بعنوان” تَحْفِيظُ القُرْآنِ وَدِرَاسَةُ عُلُومِهِ في ضوء الرؤية الشرعية والمنهجية ”  يتناول بإيجاز أهمية القرآن الكريم ومكانته السامية، وصورًا ناصعة من جهود السلف والخلف في تحفيظ كتاب الله عز وجل للأطفال، ومناهجهم في ذلك، ثم عرضًا لأبرز ما يكتنف مدارس تحفيظ القرآن الكريم من إشكاليات وعوائق، مع تقديم حلول لذلك، وأخيرًا طرح بعض الضوابط والأساليب التي يمكن الاستفادة منها في عمليات تحفيظ القرآن.

وقد سلك الباحث فيه منهج  العرض التاريخي التسلسي لصور من جهود السلف والخلف في مجال تحفيظ القرآن الكريم مع تحليل موجز لهذه النماذج، ثم المنهج الوصفي والتحليلي لأبرز العوائق والإِشكاليات التي تواجه مدارس التحفيظ من خلال التجارب الواقعية (الشخصية وغيرها) المشتهرة في بلاد مختلفة، وسبل القضاء عليها.

معتمدًا في ذلك كله على مصادر التراث من كتب التراجم والطبقات والتاريخ، وعلى العديد من الدراسات الميدانية والبحوث المعاصرة لعدد من الباحثين ممن أسهموا في ملتقيات ومؤتمرات تعنى بتعليم القرآن الكريم وخصوصا في المملكة العربية السعودية.