المنهج التعليمي للقرآن الكريم في الحلقات الغينية


ملخص البحث

شهدت الحلقات القرآنية الغينية في تاريخها المجيد ازدهارًا عجيبًا ، ابتداء من القرن الأول الهجري ، وحتى نهاية القرن التاسع عشر الهجري ، وأعطت عطاء متميزًا ، فلا تكاد تجد آنذاك منتسبًا إليها من طلبة العلم إلا وقد غيب القرآن في صدره حفظًا وتجويدًا ، بله العلماء والفقهاء ، لقد كان حفظ القرآن الكريم فيما مضى يكفي مهرًا للزواج بأجمل فتيات القبيلة . إن دل هذا على شيء ؛ فإنما يدل على اعتناء الغينين واهتمامهم وتقديرهم الفريد لكتاب رب العالمين.
ولا زالت البلاد تحتفظ ببقايا المحاضر اليوم في المدن والقرى ، تصارع الزمن مع مستجداته ومتطلباته وإن بصعوبة بالغة ، وذلك بعد أن أدبرت الحياة في البوادي لحساب المدنية ، وصار طالب القرآن الكريم ينظر إليه نظرة دونية ازدرائية ، بعد أن كان بالأمس موقرًا محترمًا .
وهذا مما حدا بي أن أتناول في هذه المداخلة العلمية بالتحقيق مناهج تعليم القرآن الكريم في محاضرنا، دراسة وصفية بجمهورية غينيا كوناكري ، موضحا أهم التحديات التي تتصدى للمحاضر القرآنية القروية والمدنية ، مع الإشارة إلى الحلول العلمية المنهجية الموضوعية التي قد تساهم في النهوض بالمحاضر مجددا لتواصل دورها العلمي .
لعل نتائج هذا الجهد المقل ستستصب في حَلِّ معضلاتٍ ظَلَّتْ طَلْسماً يُفسَّرُ بطلاسم أخرى أكثر غموضًا وأبعد عن روح الحقيقةِ والبحثِ العلمي .