لها أون لاين – الرياض – ثناء القاعي

انطلاقا من أهمية دور الأمة العربية في خدمة و تدريس القرآن الكريم و علومه، وفي ظل الجهود المبذولة في سبيل تطوير الدراسات القرآنية؛ نظم كرسي القرآن الكريم وعلومه بجامعة الملك سعود بالتعاون مع مركز تفسير للدراسات القرآنية “المؤتمر الدولي لتطوير الدراسات القرآنية ” المنعقد في جامعة الملك سعود.

حيث ارتكز المؤتمر على مجموعة من المحاور، فيما يتعلق بالجوانب العلمية والتعليمية والتنظيمية والتقنية، والتمويلية, والإعلامية، إذ سعى المؤتمر من خلال عرض هذه المحاور إلى الإسهام في الإجابة على العديد من الأسئلة المتضمنة بها، وكذلك إلى خلق سُبل تطويرية للبيئة القرآنية التعليمية، و توفير الفرص لالتقاء الباحثين والخبراء المعنين بتعليم الدراسات القرآنية في العالم.

وتضمن المؤتمر المقام العديد من الفعاليات المصاحبة كـ دورات تدريبة، وندوات ومحاضرات خاصة، ومعرض للمؤسسات والهيئات القرآنية؛ للتعريف بها وعرض إصدارتها.

 

وارتكازاً على أهمية تفعيل وتطوير الجانب التعليمي للقرآن الكريم دعا د. شريف يونس في ورقته “دور التدبر في تيسير و تحسين تعليم القرآن والعمل به لدى الأطفال، إلى أحياء المنهج النبوي في تعليم القرآن الكريم للأطفال بآليات محددة.

حيث رصد في ورقته أهم الإشكاليات، منها: أن مجرد فهم الأطفال للوصاية لم يكن كافياً بمجرد اتباعهم لها، حيث أن الاستجابة لدى الأطفال بشكل عام متفاوتة جداً، رغم نقاء وسلامة القلب لدى الطفل في ظل الشهوات و الملهيات، وبتحليلهم لهذه الإشكاليات علم أن قلوب الأطفال لم تتحرك مع الآيات. ملخصاً هذه الإشكاليات بإشكالية واحدة، وهي إغفال المنهجية النبوية المتكاملة في التعامل مع القرآن الكريم لاسيما في أمر تدبره.

 

وبهذا الصدد أكدت د.يسرا الشاهد في ورقتها “التعليم القرآني المبني على القواعد الهجائية” على أهمية تأصيل التعليم القرآني للأطفال، عبر القواعد الهجائية، حتى ينشأ بقدرة أكبر على النطق والتعبير الشفوي، باعتبار أن النمو اللغوي السليم لدى الطفل يبدأ منذ النشأة الأولى.

 

كما قدمت الدكتورة عبير النعيم ورقة عمل بعنوان: “البيئة الافتراضية لتدريس مقرر القرآن الكريم وعلومه في المراحل الأولية تقييماً و تطبيقا” حيث دعت من خلال ورقتها إلى رفع كفايات اختيار معلمي القرآن الكريم، وخضوعهم لاختبارات معينة لقياس مدى قدرته ومهارته في تدريس القرآن الكريم.

إلى جانب المادة العلمية المقررة للتعليم، وضعت الدكتورة عبير برنامجا مقترحا فيما يجب أن يكون عليه برنامج التعليم للقرآن الكريم، ودعت في ختام ورقتها وزير التربية والتعليم د. عزام الدخيل أن يتبنى قضية تعديل خطط تعليم القرآن، والاهتمام  بحصة القرآن أكثر، وجعلها فاتحة اليوم الدراسي.

وقالت: إنها وجدت تجاوباً حسناً من الجهات المعنية، وطلبوا منها رفع الورقة بآلية معينة.

 

وأضافت للها أون لاين في الإجابة عن هذه الاستجابة من الجهات المعنية: “لقد تواصلت في الأيام الماضية وقبل عرض الورقة في المؤتمر مع الجهات المسؤولة في الوزارة، والتي تعنى بتطوير المناهج في العلوم الشرعية وقد أبدوا ولله الحمد تجاوباً حسناً، وطلبوا مني أن أرفع الورقة بآلية معينة إلى أهل الأمر والمسؤولين”.

 

في الوقت الذي لاقى اقتراحها بزيادة عدد حصص القرآن الكريم وعلومه في المراحل الأولى للطفل الكثير من الجدل أثناء المؤتمر، من خلال المدخلات تعليقاً على اقتراحها من كلا الطرفين (رجالاً ونساءً).

قالت للها أون لاين: (إنني في دراستي هذه راعيت الحصص المتاحة؛ لأنني أعلم أنه قد يكون من الصعوبة زيادة عدد الحصص، فالبرنامج المقترح متمشياً مع عدد الحصص، بشرط أن يكون المعلم أهلاً لتدريس القرآن، ولديه من المهارات ما تمكنه من استغلال الحصص بشكل جيد، وهذا ما أكرره مرراً).

 

وفي الجانب التمويلي اختتم الدكتور علي نجم بعرض ورقته: “نحو مشاريع لتمويل تعليم القرآن الكريم وعلومه المصارف الإسلامية إنموذجاً” ورقة تفيد وتهم كل صاحب مشروع خيري، حيث أكد أن حجم المؤسسات القرآنية بشكل عام قليلة، داعياً لاستخدام سبل لتمويل تعليم القرآن الكريم كالزكاة و الصدقات.

 

وقد حظي المؤتمر الدولي الثاني لتطوير الدراسات القرآنية إقبالاً إعلامياً وجماهيريا واسعاً، إذ بلغ عد الملتحقات بالمؤتمر من النساء 550 من داخل الجامعة و خارجها.